قصةقصيرة
الـقــاطــرة
في ليلة من ليالي الشتاء تتسحب إلي غرفته ذرات الهواء البارد كي تسكن الحوائط القديمة التي تبث الصقيع إلي فراشه الممزق .. متقلباً يميناًويساراً من شدة الأرق.. فيستيقظ قدري مبكراً .. يرتدي بزلته الرمادية المدون عليها في الجيب الأمامي (شركة السكر) .. تناول كوباً من الشاي في عجل كي يتوجه إلي مكتب الحركة بالشركة .. قبل أن ينتهي من شرب الشاي.. قالت زوجته متي ستشتري لنا التليفزيون ؟!..في القريب ..أحضرت بعض أرغفة العيش الشمسي التي يتناولها أثناء قيادته للقاطرة .. علي الفور خرج من المنزل مبحراً في نهر صومعتة التي لا يستطيع من خلالها الوصول إلي الشاطئ .. ظل يصارع أمواجه حتى وصل إلي فناء القاطرات.. باحثاًعن مساعده(القطرجي) ..رآه ماسكاً فوطته إلتي ينظف بها الأتربة المتطايرة علي الزجاج الأمامي ..ملقياً عليه الصباح .. رد بهدوء لقد تأخرت عن الميعاد .. لم تغمض عينايٌ هذه الليلة ..لماذا ؟!..متطلبات الحياة كثيرة .. وضعت جوال السكر في مكانه ؟!.. نعم .. بين الموتور وخزان الجاز.. قبل أن يصعد سلم القاطرة..اطمأن علي بطارية الشحن .. أرتشف كوباً من عرق البلح .. ثم أدار مفتاح التشغيل في الكونتاك .. محركاً عجلة القيادة إلي الأمام قليلاً .. فقام المساعد بجمع عشرين عربة فوارغ موزعة علي القضبان.. ماسكاً بعضها بالسلاسل الحديدية .. متجهاً بالقاطرة إلي قرية الخريت.. يري بعض الفلاحين وهم واقفون بجوار القضبان .. ينتظرون استلام تخصيصة العربات .. لكن بعضهم يغمز في يد قدري عشرة جنيهات .. ثم أمتلأت العربات بعيدان القصب .. صاعدين أعلاها للجلوس علي العيدان .. مترقبين سير القاطرة.. عند عبور قطيع من الخراف علي القضبان ..فوجئ قدري بالخراف أمامه ضاغطاً علي يد الفرملة للوقوف سريعاً .. إنزلقت عجلة القيادة الأمامية عن القضبان ..مغرقاً العربات في ترعة الرياح .. تاركاً عهدته .. أعلن عم الشيخ عبد السلام في الميكرفون أن خروج جنازات الشباب من الجامع الكبير .. تجمهر أهالي القرية في ساحة مكتب الحركة يهتفون بصوت عال ...امسك ..امسك .. قاتل أبناءنا .. في يدهم العصي .. بينما هو جالس في مخبئه يأكل العيش الشمسي بهدوء… ــــــــ
سيدعبد العال سيد
الـقــاطــرة
في ليلة من ليالي الشتاء تتسحب إلي غرفته ذرات الهواء البارد كي تسكن الحوائط القديمة التي تبث الصقيع إلي فراشه الممزق .. متقلباً يميناًويساراً من شدة الأرق.. فيستيقظ قدري مبكراً .. يرتدي بزلته الرمادية المدون عليها في الجيب الأمامي (شركة السكر) .. تناول كوباً من الشاي في عجل كي يتوجه إلي مكتب الحركة بالشركة .. قبل أن ينتهي من شرب الشاي.. قالت زوجته متي ستشتري لنا التليفزيون ؟!..في القريب ..أحضرت بعض أرغفة العيش الشمسي التي يتناولها أثناء قيادته للقاطرة .. علي الفور خرج من المنزل مبحراً في نهر صومعتة التي لا يستطيع من خلالها الوصول إلي الشاطئ .. ظل يصارع أمواجه حتى وصل إلي فناء القاطرات.. باحثاًعن مساعده(القطرجي) ..رآه ماسكاً فوطته إلتي ينظف بها الأتربة المتطايرة علي الزجاج الأمامي ..ملقياً عليه الصباح .. رد بهدوء لقد تأخرت عن الميعاد .. لم تغمض عينايٌ هذه الليلة ..لماذا ؟!..متطلبات الحياة كثيرة .. وضعت جوال السكر في مكانه ؟!.. نعم .. بين الموتور وخزان الجاز.. قبل أن يصعد سلم القاطرة..اطمأن علي بطارية الشحن .. أرتشف كوباً من عرق البلح .. ثم أدار مفتاح التشغيل في الكونتاك .. محركاً عجلة القيادة إلي الأمام قليلاً .. فقام المساعد بجمع عشرين عربة فوارغ موزعة علي القضبان.. ماسكاً بعضها بالسلاسل الحديدية .. متجهاً بالقاطرة إلي قرية الخريت.. يري بعض الفلاحين وهم واقفون بجوار القضبان .. ينتظرون استلام تخصيصة العربات .. لكن بعضهم يغمز في يد قدري عشرة جنيهات .. ثم أمتلأت العربات بعيدان القصب .. صاعدين أعلاها للجلوس علي العيدان .. مترقبين سير القاطرة.. عند عبور قطيع من الخراف علي القضبان ..فوجئ قدري بالخراف أمامه ضاغطاً علي يد الفرملة للوقوف سريعاً .. إنزلقت عجلة القيادة الأمامية عن القضبان ..مغرقاً العربات في ترعة الرياح .. تاركاً عهدته .. أعلن عم الشيخ عبد السلام في الميكرفون أن خروج جنازات الشباب من الجامع الكبير .. تجمهر أهالي القرية في ساحة مكتب الحركة يهتفون بصوت عال ...امسك ..امسك .. قاتل أبناءنا .. في يدهم العصي .. بينما هو جالس في مخبئه يأكل العيش الشمسي بهدوء… ــــــــ
سيدعبد العال سيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق