السبت، 13 فبراير 2016

أتراني أراك....للشاعر الاردني حسن الكوفحي

أتُراني أراكَ ..
وأشتمُّ طيبَ ثراكَ ..
كيفَ ..
وقدْ صارَ القريبُ منكَ كأقصاكَ ..
فَتَلوتُ مزاميرَ الحُبِّ مُعَتَّقةً على ذِكراكَ ..
وقبْلُ ..
أنْضَبَ خلايايَ عَطَشُكُ ..
وصِرْتُ لكَ نهراً وما أرواكَ ..
ما ضرَّني في الحبِّ شيءٌ سِواكَ ..
أطلبُ العونَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .
( 2 )
أتراني أراكَ ..
ويُخالِطُ لفظي معناكَ ..
ويذوبُ جَوايَ في جَواكَ ..
وأصيرُ الوردَ لِشذاكَ ..
وأصيرُ قميصاً لِرُباكَ ..
وأصيرُ بسمةً لا تُفارقُ فاكَ ..
وتذوبُ اللغةُ شِعْراً لطالما أسْقاكَ ..
وأصيرُ لزمنكَ مكاناً آواكَ ..
أطلبُ العونَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .
( 3 )
أتراني أراكَ ..
وفي عينِ الفلكِ الدّائرِ مَسْراكَ ..
ما الحبُّ إلّا طاقةٌ نشْوى لِمَسْعاكَ ..
لا تبْخلْ فتسْقُطَ بعيداً ويضيعُ مَرْساكَ ..
قانونِ الحبِّ لا يتَخَلّفُ تِبْعاً لِهواكَ ..
قانونُ الحبِّ حركةٌ دائبةٌ .. سبحانَ مَنْ أجراكَ ..
إنْ لمْ نَتَّحِدْ يتَخلّى عنّا الْحبُّ وتفْقِدُ ضِياكَ ..
أدْركْ ..
طوَّقَكَ مداري .. ما أقساكَ ..
فبشدٍّ من هنا ..
وبجذبٍ من هناكَ ..
ربّي لقلبي أحياكَ ..
أطْلُبُ الْعونَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .
( 4 )
أتُراني أراكَ ..
دانيةً قُطُوفُكَ بفمِ خيالٍ سوَّاكَ ..
وتَقْطُرُ عسلاً بِفَمِ حُلُمٍ أشواكا ..
وتَنْشُرُ حنيناً بِفَمِ ألَمٍ أغْواكَ ..
وتَفيضُ دَمْعاً بِفَمِ الآهِ مَثْواكَ ..
وتضِجُّ روحي كالسّليمِ جوىً أضْناكَ ..
وأقلِّبُ الأرضَ بِيَدَيِّ الْهوى تجديداً لِثراكَ ..
وأغرْبِلُ .. وأنخِّلُ .. ( وأفلترُ ) .. عِشْقاً ..
غذَّاكَ .. وزكّاكَ ..
ماذا أفعلُ لقلبٍ ..
كلّما أقْصيتهُ .. أتاكَ .. ولبَّاكَ ..
وكأنّي في الْبعدِ حبيباً ..
وفي الْقُرْبِ كمَنْ عاداكَ ..
أطْلُبُ الْعوْنَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .
( 5 )
أتُراني أراكَ ..
والْغيمُ ملَّ التَّحليقَ في سماكَ ..
والْبَحْرُ تبخَّرَ ماؤهُ من فوضاكَ ..
والشَّمْسُ تجري هاربةً من مجراكَ ..
والأرضُ ثكلى تبْكي قتلاكَ ..
والرّيحُ مخنوقةٌ ..
أما كفاكَ ..
حتّى النّارَ لاذتْ من صدري بالفِرارِ ..
وصارتْ بلا قرار ..
باللهِ قلْ لي ..
كيفَ تحتملُ هذا وذاكَ ..
أطْلُبُ الْعونَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .
( 6 )
أتُراني أراكَ ..
حرْبٌ بلا هوادةٍ شنَّها عليَّ هواكَ ..
فاسْتَبَحْتَ سمعي .. وبصري .. وقلبي .. وعقلي ..
وما كفاكَ ..
ولمَّا صرْنا جميعاً في غَياهبِ قَلْبِكَ ..
افتقدناكَ ..
وكنَّا نرجو في مُعْتَقَلاتِكَ ..
كِسْرَةَ حبٍّ .. أو لُقَيْمةَ حنانٍ .. أو رشْفَةً من بهاكَ ..
أبَعْدَ أنْ أعْشَبَ صدري مَرْعاكَ ..
وجرى دمنا .. ودمْعُنا .. وعرَقُنا .. فأحيا حدائقكَ ..
ما أرْضاكَ ..
ورحْتَ تذْرُو بذورَ عواطِفي في مَنْفاكَ ..
وتَزْرَعُ فسائلَ حبّي في صحراكَ ..
كوكبٌ من عالمٍ آخرَ ..
هواكَ ..
أطْلُبُ الْعونَ من اللهِ ..
أموتُ ..
إنْ تركتُ هواكَ .

هناك تعليق واحد:

  1. قصيدة رفيعة ، تحياتي لك أيهـا الفائق و احترامي لهده التحفة

    ردحذف