عَـجَـبـي (المضحك المبكي) بقلم علي الشافعي
آخ ! آخ ! والله وشر البلية ما يضحك . يقال ــ يا سادة يا كرام ــ ان أقوى المشاهد المسرحية المشهد المضحك المبكي ؛ أي الذي يجعلك تضحك بين الجمهور مع غصة في الحلق , حتى اذا ما خلوت مع نفسك جعلت تستذكر المشهد وتبكي , ذلك لأنه يجسّد مأساتك التي تعيشها , سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية . اظنكم تعلمون اني لا اريد في هذا المقام ان اتحدث عن تلك المسرحيات , ولكن الشيء بالشيء يذكر , حيث لفت نظري الاسبوع المنصرم ثلاثة مشاهد من هذا النوع , سأضعها بين ايديكم الكريمة , وامري الى الله .
المشهد الاول ــ يا دام عزكم ــ قامت احدى الفضائيات الفلسطينية باستطلاع عينة من طلاب احدي الجامعات العربية العريقة , وكان المُقـدّم يحمل صورة قبة الصخرة المشرفة ويسالهم عنها ليكتشف ان اثنين وسبعين في المائة من العينة لم يفرقوا بين المسجد الاقصى وقية الصخرة المشرفة , رغم الضجة الاعلامية الكبيرة حولهما الان . أي ان 72% من الشريحة المثقفة في الوطن العربي لا تعرف الفرق بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة , فما بالكم بشعوب نسبة الامية فيها 80 % , هل ستميز بينهما . والخوف الاكبر ان لا يكونوا يعرفون اين يقعان ؟ بل اين تقع القدس ؟ عجبي !!
المشهد الثاني ـــ يا ايها السادة الكرام ـــ على شريط الاخبار العاجلة في احدى الفضائيات الاخبارية خبر يقول : "استشهاد مستوطنين بالقرب من مدينة نابلس واستشهاد منفذ العملية " ما رايكم : اليس مضحكا استشهاد مستوطنين ؟ اليس مبكيا ان يساوي بين الضحية والجلاد ؟ ام ان محرر الخبر لا يعرف الفرق بين الموت والشهادة ؟ ام ان الامر مقصود ؟ عجبي !!
المشهد الثالث : قبل ايام اعلنت خطوبة المغني الفلسطيني الشهير (محمد عساف ), فانشغل الشباب ـــ وخاصة الصبايا ـــ بها اكثر من انشغالهم بما يحدث داخل الحرم القدسي الشريف , لدرجة ان امرأة محصنة ( متزوجة ) كتبت على صفحتها على الفيس بوك انها حزينة لخطبته وانها تتمنى ان تكون هي خطيبته , فكانت ردة فعل زوجها الشهم ان طلقها ليفسح لها المجال لتتزوج من المغني , هذا ان نظر اليها او عبّرها . عجبي !!
في زمانها الدمهورة ( حسب لفظ ستي) غولدا مائير كانت رئيسة وزراء اسرائيل عام 1969 عندما احرق المسجد الاقصى المبارك , تقول في مذكراتها : خشيت ان لا يطلع الفجر على اسرائيل نتيجة للهبّة الكبرى لشعوب العالمين العربي والاسلامي , قالت : فاتصلت بحلفائنا الغربيين ليضغطوا على الحكام العرب ليوقفوا هذه الهبّة , وبعد ذلك نعالج الامر . اليوم ــ ايها السادة ــ وجود المسجد الاقصى مهدد , ولا يدافع عنه الا اهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس , صمت عربي واسلامي مطبق , واكثر من هذا تضيع الامة من محيطها الى خليجها , وتتكالب عليها الامم من كل حدب وصوب , من يحب استعراض قوته ورجولته يستعرضها عندنا , اطفالنا ويداسون بالأقدام , ويهرسون تحت عجلات الدبابات التي نرفع لمُعتليها القبعات ترحيبا بقدومهم . وانشغلنا بكيل الاتهامات , واخذنا بتصنيف بعضنا ؛ هذا سني وذاك اخوان وهؤلاء شيعة , واسلام معتدل واسلام متطرف واسلام وسطي , واسلام سياسي وارهاب داعشي و تكفيري , نتبادل التهم بالتآمر والعمالة و الخيانة او التطرف .
يقال ــ ايها السادة ــ ان الامم التي تهزم عسكريا فإنها تهزم سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا وحضاريا , وتولّد الاباطرة والفراعنة , وتبقى في مؤخرة الامم حتى تستعيد مكانتها بعزمها وقوتها , فالدول لا تعترف الا بالقوي واما الضعيف فلا مكان له ولا حرمة ولا كرامة . طبتم وطابت اوقاتكم
آخ ! آخ ! والله وشر البلية ما يضحك . يقال ــ يا سادة يا كرام ــ ان أقوى المشاهد المسرحية المشهد المضحك المبكي ؛ أي الذي يجعلك تضحك بين الجمهور مع غصة في الحلق , حتى اذا ما خلوت مع نفسك جعلت تستذكر المشهد وتبكي , ذلك لأنه يجسّد مأساتك التي تعيشها , سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية . اظنكم تعلمون اني لا اريد في هذا المقام ان اتحدث عن تلك المسرحيات , ولكن الشيء بالشيء يذكر , حيث لفت نظري الاسبوع المنصرم ثلاثة مشاهد من هذا النوع , سأضعها بين ايديكم الكريمة , وامري الى الله .
المشهد الاول ــ يا دام عزكم ــ قامت احدى الفضائيات الفلسطينية باستطلاع عينة من طلاب احدي الجامعات العربية العريقة , وكان المُقـدّم يحمل صورة قبة الصخرة المشرفة ويسالهم عنها ليكتشف ان اثنين وسبعين في المائة من العينة لم يفرقوا بين المسجد الاقصى وقية الصخرة المشرفة , رغم الضجة الاعلامية الكبيرة حولهما الان . أي ان 72% من الشريحة المثقفة في الوطن العربي لا تعرف الفرق بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة , فما بالكم بشعوب نسبة الامية فيها 80 % , هل ستميز بينهما . والخوف الاكبر ان لا يكونوا يعرفون اين يقعان ؟ بل اين تقع القدس ؟ عجبي !!
المشهد الثاني ـــ يا ايها السادة الكرام ـــ على شريط الاخبار العاجلة في احدى الفضائيات الاخبارية خبر يقول : "استشهاد مستوطنين بالقرب من مدينة نابلس واستشهاد منفذ العملية " ما رايكم : اليس مضحكا استشهاد مستوطنين ؟ اليس مبكيا ان يساوي بين الضحية والجلاد ؟ ام ان محرر الخبر لا يعرف الفرق بين الموت والشهادة ؟ ام ان الامر مقصود ؟ عجبي !!
المشهد الثالث : قبل ايام اعلنت خطوبة المغني الفلسطيني الشهير (محمد عساف ), فانشغل الشباب ـــ وخاصة الصبايا ـــ بها اكثر من انشغالهم بما يحدث داخل الحرم القدسي الشريف , لدرجة ان امرأة محصنة ( متزوجة ) كتبت على صفحتها على الفيس بوك انها حزينة لخطبته وانها تتمنى ان تكون هي خطيبته , فكانت ردة فعل زوجها الشهم ان طلقها ليفسح لها المجال لتتزوج من المغني , هذا ان نظر اليها او عبّرها . عجبي !!
في زمانها الدمهورة ( حسب لفظ ستي) غولدا مائير كانت رئيسة وزراء اسرائيل عام 1969 عندما احرق المسجد الاقصى المبارك , تقول في مذكراتها : خشيت ان لا يطلع الفجر على اسرائيل نتيجة للهبّة الكبرى لشعوب العالمين العربي والاسلامي , قالت : فاتصلت بحلفائنا الغربيين ليضغطوا على الحكام العرب ليوقفوا هذه الهبّة , وبعد ذلك نعالج الامر . اليوم ــ ايها السادة ــ وجود المسجد الاقصى مهدد , ولا يدافع عنه الا اهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس , صمت عربي واسلامي مطبق , واكثر من هذا تضيع الامة من محيطها الى خليجها , وتتكالب عليها الامم من كل حدب وصوب , من يحب استعراض قوته ورجولته يستعرضها عندنا , اطفالنا ويداسون بالأقدام , ويهرسون تحت عجلات الدبابات التي نرفع لمُعتليها القبعات ترحيبا بقدومهم . وانشغلنا بكيل الاتهامات , واخذنا بتصنيف بعضنا ؛ هذا سني وذاك اخوان وهؤلاء شيعة , واسلام معتدل واسلام متطرف واسلام وسطي , واسلام سياسي وارهاب داعشي و تكفيري , نتبادل التهم بالتآمر والعمالة و الخيانة او التطرف .
يقال ــ ايها السادة ــ ان الامم التي تهزم عسكريا فإنها تهزم سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا وحضاريا , وتولّد الاباطرة والفراعنة , وتبقى في مؤخرة الامم حتى تستعيد مكانتها بعزمها وقوتها , فالدول لا تعترف الا بالقوي واما الضعيف فلا مكان له ولا حرمة ولا كرامة . طبتم وطابت اوقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق