السبت، 31 أكتوبر 2015

رحلة مهاجر غير شرعي بقلمي: رفاه زايرجونه: ( زهرة البنفسج) العراق بغداد

رحلة مهاجر غير شرعي
بقلمي: رفاه زايرجونه: ( زهرة البنفسج)
العراق بغداد
1ـ لم يترك لأبيه الزمن الا مرتبا متواضعا حققته له(الرعاية الاجتماعية) يعتاش عليه وابنه متقشفين..لذا كان الابن كثير التساؤل محاورا نفسه كمن فقد صوابه كاشفا عن حالة يأس من الوجود بين احضان وطن ينش ابناءه بعد ان حرمه من مستحقات الحياة وأولها العمل..لذا قرر الهجرة والسوح في ارض الله الواسعة وآخرين عسى ان يجدوا ضالتهم..وكان القرار الساعة العاشرة من اول الشهر تحت ستار الليل المسبوق برسالة شفيفة لآمال الامل المرتقب وحلم الطفولة بوساطة هند صديقتهما المشاركة لهواجسهما ووداع اب يتنفس عذابات الحياة والعوز..
2ـ مع مساء العاشرة من ذاك اليوم الذي شكل المفترق الوجداني والمكاني والعاطفي..اذ كان الانتظار المرتقب لارتقاء هودج الغربة الذي يقوده رجل ملتح تمت معرفته عبر الاثير ذهنيا لا حسيا..حينها يأمر بالافتراق ثنائيات متباعدة بعض الشيء وسط ظلام حالك..بينما يتكفل احد المقربين له بنفخ قارب مطاطي سيحملنا صوب محطات مجهولة..بعد اعتلاء صهوته كان الخوف يتملكنا وهو يملا اسماعنا..لاتخافوا بعد ان منحنا جهازgps لتحديد المنطقة المتجهين اليها حتى انه امرنا باطفائه واشعاله عند الحاجة تحسبا من رجال امن السواحل اكتشاف امرنا..
3ـ صوت يعلن صفارة البدء من خلال توقيت الفجر..توكلوا فالساعة الرابعة والنصف..حينها انطلق القارب المطاطي في سكون مطبق ومياه ترش الوجوه برذاذها كي نصحو..وما هي الا ساعات يتوقف القارب فجأة لسخونة محركه كما تبين اخيرا بعد ان اصفرت وجوهنا وصمتت الافواه المجنونة..لكن قائده زف البشرى قائلا.اطمئنوا فالبديل معنا..قام اثنان بتركيبه وما هي الا بضع كيلو مترات من خوضنا غمار البحر حتى توقف ثانية حينها توقفت الانفاس بمرور الوقت..و حلول الظلام..ونحن متسائلين ما العمل؟لم نستطع الاتصال بحرس السواحل بهواتفنا المحمولة خوفا من الاعتقال فبقينا معلقين ما بين البحر والسماء وضوء القمر يغازلنا والقارب يتراقص مع موج البحر بهدوء كسلحفاة تائه.
4ـ تلك اللحظة رصدت عيناي حوتا عملاقا يشق الامواج دافعا اياها من ظهره..فسلمت نفسي لخالقهاوغبت عن الوجود..لكن القارب ظل مترنحا في مكانه..حينها ينبعث صوت من وسطنا الله اكبر.. الله اكبر الشهادة.. الشهادة ان الموت قادم رددوا الشهادة تسمرنا في مكاننا تحسست يداي المتجمدتان من البرد الذي اضفى عليهما بياضا..شفاهي ترتجف..كنت جسدا بلا روح وما هي الا سويعات وانقلب القارب وباخرة النجدة تقترب منا ارسلت حبلا لانقاذنا فسحبوني اولا ورحل الجميع الى حتفهم غرقا..كنت شارد الذهن ما اتذكره قدح ماء وبعض الملابس بعدها فقدت الوعي فوجدت نفسي في الملجأ الخاص بالمهاجرين الغير شرعيين ..
انتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق