الخميس، 29 أكتوبر 2015

النقش على رمال البحر بقلمي: رفاه زاير جونة: العراق /بغداد

النقش على رمال البحر
بقلمي: رفاه زاير جونة:
العراق /بغداد
1ـ حبيب انت..ام انت حلم لم يكتمل..يا ساكن الروح ونبض الفؤاد وهجا..فرحا بلحظة التأمل اشتهي قربك لكن القدر المفروض يأبى فيعلن وجودنا باختصار المسافات منتفضين بحريق الوجد..وها انا اشهق باسمك حبيبي يا من انتظره بشوق ولهفة خافقة ترفض اليأس بالرغم من مصارعة اللحظة المتفجرة من بين ثنايا الروح شوقا وانتظارا للقاء من احببت فصار مالكا لعقلي ومعللة نفسي بقول الشاعر(اعلل النفس بالآمال ارقبها..ما اضيق العيش لولا فسحة الامل) لاني اعرف انك يوما ما ستعود..وها انا اعدك كسابق عهدي بان لقاءنا سيكون بين ذرات الرمل ورذاذ الماء ومرتفعات الطبيعة الجبلية التي تتشوق لرؤيتنا لزمن احببنا فيه المرح وتناسينا حزن الوقت والفراق لأننا حذفناه من قاموسنا الحياتي..عهد حبيبي سوف انتظرك يا طيفا يناجي روحي...
2ـ ها انا انتظر اطلالة وجدك لتحقق وجودك فأبث اشتياقي وحبي للبحر زاحفة على رماله التي اكتفت من احزانها وعانقتني بعد رحيلك وصارت سلوتي حينها احسست ان ذكرياتي شاخت وأصابني الذهول والذهاب بخيالاتي بعيدا لمحطات مجهولة بعد ان هزمتني الاوجاع وتزاحمت الاماني المكتفية بحبك والسابحة في امواج صدرك الحنين لاني اصبحت اخاف الانتظار وأنت تغامر هناك وأنا هنا السؤال لن يفارقني عن عودتك لأنك حبي المنتظر الذي ترك خياله ليسكن حياتي ويغازلني فارسم به الاحلام وأتحدث مع النجوم لئلا يزحف الخريف على ربيعي المنتظر قبل الاوان ويقتلع عن حدائقه كل الامنيات.
3ـ في احلامي الياقظة احاور طيفك كي لا يكون بعدك جرح مضاف وبديل لرقصة الحب الذي هجر ايامه واختفى في سبات العمر بعدك فصار معزوفة حزن على اوتار مشاعري فلا وقت عندي للبكاء ولا مزاج لأهات تفضح سر القلب فانا هنا ابتسم معللة النفس بلقاك فاغني مع اوتار زرياب الموصلي(اعلل النفس بالآمال ارقبها.ما اضيق العيش لولا فسحة الامل) لان حبك صار بقلبي بركان يغلي في عروقي وصارت الكلمات لا تليق آلا بك لأنك طفولتي وصباي وحلم شبابي..

4ـ احببتك ونقشتك وشما على ظلال قلبي لأنك مستقر الاحلام ورمز الحنان وحضن مملوء بالدفء..لذلك صرخت بوجهك حينها لا تسافر وتتركني جسدا دون روح اخوض في بحر الضياع والتفرد..وحين ودعتك كانت مشاعري تختلف عمن سواي بدموعي المتساقطة والمكتظة بضجيج صراخي مع ابتعادك وأمواج البحر وأنا اترقبك على رصيف ذاكرة الميناء حتى غياب ملامحك والباخرة التي تحمل جسدك قلبي صوب محطات مجهولة.
5ـ حبك حبيبي يدب في حنايا الروح ويعزف سمفونية الانتظار التي عنوانها(انت وحدك) فأناغمها حين تفردي وأنا جالسة على سلم الانتظار لعلك تعود صوتا عبر الاثير او حلما يدغدغ الذاكرة او وجودا يطرق الباب..فالسنين تمر بشهورها وأيامها والمشاعر تنمو وتتسلق على ظلال الروح لأنك وحدك من يتربع عرش القلب ويشغل الفكر في اليقظة والحلم..فسلاما لوجدك ووجودك ولك عسى ان تستجيب ندائي وتعود لنحقق حلما عشناه ورسمنا خطوطه على وريقات دفاترنا المدرسية.
6ـ يا ابن العم حروفك التي رسمتها على خطوط وريقتك البيضاء تعكس نقاء قلبك..كانت بشرى معلنة عن عودة قريبة ابهجت عمي الذي دغدغها بأنامله وابتسم..وها انا اسأل عنك روحي.كيف انت؟وكيف ملامحك؟هل غيرها الزمن وغربة السنين؟هل تتذكر تلك الطفلة بنت الاحد عشر ربيعا وأنت تداعبها بحب وتركض خلفها بين الاشجار كي تغطيها بفرح ظلالك..وها انا اسهر وانتظر قدومك كي نكون معا واغسل من قلبك ادران الغربة وتعب السنين
7ـ لقد جرتني خطواتي صوب رصيف الميناء الذي احتضن وجودك وغاص في امواجه تاركا فتاة العمر الحالمة وها هي في العشرين تتوسل اليك بمشاعرها الناضجة وذكريات الشوق المتعطشة لرؤيتك رغم مخاوف قلبي الذي يحدثني بهاجس النسيان الذي سينهي لحظات حب نما على خيالات البعد وتحت ظلال الزيتون الذي خاتلتك فيه وكنت تلاحق طفولتي البريئة.
8ـ عاد بهيبته وتلك النظرة الحنونة..اقتربت منه..تجاهلني..فأحسست ان قلبي سيتوقف عن النبض وخامرت فكري خيبة الامل والرجا..بكيت سنوات خلت ودفنت حلما شفيفا..بعد ان حاولت ان ابرر له بحكم السنين جالسته وعمي الذي بادر..ألم تسأل عن ابنة عمك ذات الضفائر الملكية التي كنت تدللها وتداعبها..آه يا آبتي كيف هي؟هل كبرت وتغيرت؟ضحك العم وقال:ها هي امامك..نظرت اليه والألم يعتصرني لأنه لزم الصمت وأعلانه الزواج من شبيهتي..حينها نهضت وأنا اجر اذيال الخيبة صوب غرفتي التي تحتفظ بأسراري..انتحبت ورثيت ذلك الحب الواهم..وقررت امتطاء قطار الزمن صوب وجودي المنتظر هناك في الجنوب حيث الصدق ومتعة عطر السنابل..ورائحة اهلي والجيران بعد ان حصلت على شهادتي التي اهلتني لخوض غمار العمل ونسيان الهموم.
(تمت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق