الأحد، 4 أكتوبر 2015

توحّد ..&& بقلم\جاسم ألياس

توحّد .....
.........
.........
.........
في مقهى أنتشرت كراسيه في هيئة دوائر يهطل عليهن شعاع خافت من أضواء كريستال أزرق ..كانت ليسا تغفو بين يديه كما لو أنها تبحث عن ذكرى عالقة على جدار أمسها البعيد ...
: تدرين ..البارحة بعد أنْ رجعت ُ إلى غرفتي رسمت ُ صورتك ِ فوق الباب ...بطبشور بني خططت ُعينيك ، ثم طبعت فوقهما قبلتين .. لحظتها شعرت بالوحشة .. قلت : لو كنت ِ معي ...،
: أنت حالم ... سآتي في بوم ما إلى صومعتك .. لكن أريد أولا أن أسبر تفاصيلك ..لا أريد أن أكون زخّة ريح تتلاشى بعد حين ...،
شرب كأس الجعة الثالثة ، بدا مذاقها غير الذي ألفه في بغداد حين كان يرتاد مع صديقه جاسم حانة في شارع أبي نؤاس ، قبالة دجلة ...،
: في هذا الليل تأتين .. غرفتي فيها كرسيان من العاج ... سرير لا أعلم من أين خرج ..، لحاف أبيض ..وسادة بيضاء ...جوار النافذة لوحة موناليزا ..وثمة خمس شموع أشعلها حين أغفو ....
ضحكت ليسا ...كانت تلتف حول وجهه وجدائلها تتناغم مع همسات عاشِقَيْن في الزاوية المقابلة ... جرعت كأسها الثانية ...كان شالها الأرجواني ينزل في خفة عن صدرها ... بان جيدها البلوري ...انحنى عليه يشم زهرات نيسان في قريته الشريدة هناك وراء البحار ...،
نهضا مع آخر دقات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ... في الطريق إلى المترو هبطت قطرات مطر ناعم على ضفائرها ، لتميل في دلال إلى تعرجات شعره ... أبتسما ... صفقت لهما خمس حمامات سمراء ...
ج . أ بقلم\جاسم ألياس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق