الجمعة، 4 ديسمبر 2015

عينان ملؤهما الحزن بقلم الكاتبه: رفاه زاير جونه بغداد/ العراق



عينان ملؤهما الحزن
بقلمي: رفاه زاير جونه
بغداد/ العراق
بكت بعبرات تنحدر على وجنتيها الورديتين. فكانت تلك اللآلئ الذائبة جمرات نار تكويه.ودلائل العجز واليأس بادية على محياه الوسيم. ظلت تبكي بكاءَ متروك منفرد لا يحبه في الدنيا أحد. حاور نفسه مستطردا الحبيبة تبكي فكيف أعيد التألق إلى عينيها? كيف أسمع في ضحكتها صدى أصوات الملائكة مرة أخرى? فدنى منها متوسلا وضمها بذراعيه التي لم تضم يومًا أحد وأجلسها على ركبتيه حيث لا يجلس سوى الأطفال الغرباء. ورفع عقارب شعرها عن جبهتها الطاهرة بيد ترتجف كأنما هي تلمس شيئًا مقدسًا. ... ثم وضع على تلك الجبهة شفتيَّه ساكبا فيها قبلة كل ما يحوم في جنانه من شفقة وانعطاف. ترى من ذا ينبه الانعطاف والشفقة بمقدار ما يفعل الطفل الباكي? صمتت حائرًة لأنها شعرت بأن روحًا تناجي روحها. ثم عادت فحدقت فيه بعينين ملؤهما الحزن والتعنيف معًا. أتعرفون كيف تحزن عيون الحيارى? أتعلمون كيف تعنف أحداق النساء? حدقت فيه سائلة عن أعز عزيز لديه, وقال بصوت هادئ كأصوات الحكماء!كأن لسان حالها يقول:حبيبتك تناديك فلماذا لم تجب ? لست بالعليل لأني رأيتك منذ حين تمشي بقدك تحت قبعتك . أنت صحيح الجسم. فلماذا لا تسرع? ألا تحرقك دموعي الذي لا تري? ألا يوجعك الشهيق الذي لا تسمع? عد من نزهاتك الطويلة. وزياراتك العديدة وأحاديثك المكررة. عد الي وأستميحني عفوًا. لقد خلقت امرأة قبل أن أكون حسناء وكيفتني الطبيعة أمًّا قبل أي شيء. تعال اسجد لربك في بيتك الذي بين ستائره حلمت به وانتظرته.لا تدعني ابكي لئلا تملأ قلبي مرارة الوحدة حتى إذا بت وحيدة تحولت المرارة كرهًا وصرامة.ناغي انوثتي! فأن دموع النساء لأشد إيلامًا من دموع الرجال
(تمت بعون الله)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق