خاطرة -------- الأطفال (3) --------
عندما تلوحُ لي ولو من بعيدٍ مشروعَ ابتسامةِ طفلٍ .. أذَرُ كلّ ما في يدي .. وأُخلّي ذهني .. وعقلي من كلّ ما يشغلهُ .. و أنادي بكلّ نقاط مراكز الإحساسِ عندي .. أن تنبّهي .. واستيقظي ..وتحضّري. وأخرجي أحسن ما عندك .. وأجعل قلبي في المقدمة .. فإذا ما فاضَت من ثغرِهِ .. وشعَّتْ .. وتَوهَّجَتْ سلاماً في وجهي .. فإنَّها تتغلغلُ إلى تخومِ الرُّوحِ .. وإلى آفاقِها العُليا .. فتسقي شواطئِها بشعاعٍ مشبعٍ بالإلهامِ .. وتَكسو وهادَها ونِجادَها بالنورِ .. وتَقْشَعُ ما فيها من سوادٍ .. إنّها تَنْضو عنِّي ما كانَ .. وتُلْبِسُني حُلَلَ ما هو آتٍ .. تَجعَلُني شيئاً فريداً .. فأنا لحظتَها .. كالعُصفورِ يتقافَزُ من غُصنٍ إلى غُصنٍ في قَلبِ شجرةِ لوزٍ عظيمةٍ .. أو فراشةٍ أغراها الحَقلُ فانجذبَ إليها الحَقلُ واكتسى بألوانها .. فحَمَلَتهُ على جناحيها .. أو كالنَّخلةِ تَهَبُ أنواعَ الرَّحيقِ المختَلفةِ طعماً واحداً .. إنّهُ طعمُ ابتسامةِ طفلٍ !! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق