الأحد، 29 نوفمبر 2015

الغريب عند الطريق ::::::::::::::::::::::بقلم الشاعر \‫#‏عامرالساعدي‬...العراق



الغريب عند الطريق
::::::::::::::::::::::
الشمس كئيبة
زُفت عروسة إلى كوخ الغروب
سمعتُ الزغاريد 

حاملة للشهواتِ
فضت بكارتها وأغتسلت بالدموعِ
بصوتِ الحسرة المجروح
عتمةٌ حبلى بسراجٍ مشوهٌ
غرابٌ أسود مشؤوم
والبلبلُ ما عادَ يغردُ
صارَ يعزفُ حُزن الناياتِ
حفلةُ ختان لاشجارِ التوت
والخطيئةُ نفسها
من يأكلُ التفاحة
كي يحمل وزرها
ذاتَ الغصون النخرةِ
طفلٌ كسول
يعيشُ بأكوامِ التجاعيد
لملمت الخطايا في دورقٍ
احتفظتُ بها لسنينَ
خبأتها عن عينِ المارقين
في معبدٍ مهجورٍ
أني ضرير السواد
لا أرى غير غيبوبة الموت
أرى ظلم ريح الخريف على الشجرِ
أفيقي أيتها الشمس الكئيبة
لاهرب اليكِ
كرضيعٍ سكران
البؤسُ يسكن قلبي
مثل مسيح مصلوبا
مرفوعاً بروحِ إنسان
ناياتي أوتارٌ تهتزُ
على صوتِ غراب
تغلقُ خلفَ جثمانِ
وحشةِ الابواب
أصابعٌ تُتمتم في حزِ نهدينِ
تفككُ أزرار الخضرةِ من شجرةِ التفاح
نوافير دموعٍ باكيةٍ
صوت مهودٍ تتأرجحُ
في حقلِ المساء
صوتُ سكينٍ يجرحُ حنجرةِ البلبل
أنام والذهنُ
يتأمل الزهد
في خلواتِ الليلِ
أجلس تحت مظلةِ المساءات الحزينة
أرى درباً يمتدُ بعيداً
كأنهُ موسيقى ثكلى
أجلس كيسوعٍ
تحت عزف النايات
بل أرى حزن القداس
منحوتاً فوقَ نعوش
كم وديع أنا
لم اسبب الحزن لاحدٍ
غير دماغي المتعبِ المتهالك
فلماذا أُبتلى بالاشعارِ
وأبلوها
مناديلُ نساء قديسات
تشربُ آهاتي
لتذرها مطرا على مثواي
تأفلُ خلفي شمسٌ ميتة
أحدقُ في أفقِ الكآبةِ
بوجهِ شبح الخسران
اغمضُ بالظلمةِ
مرتعشاً
بردانا
جوعانا
تتباكى على جانبي جموعُ المعزين
والنفس ملفوفة في كفنِ اليائسين
كيف أهربُ من شبحي الميت
أني هرمتُ
أني هرمتُ
أحملُ فوق ظهري شقائي
وصرة الحزن
كلما شحت الروح
اكون واحداً مثل قلبي
لكأن لي منحوتةً للحزنِ تشبهني
اجثمُ قربها بوجهٍ جهمٌ
أنتظر عذابات السواد
مثل بومٍ بمفرده على قبر الهديل
رهابُ اليأس يشنقني
أبكي على نفسي
فلا يعينني نحيبي المبحوح
كأن أحزاني لاتشيخ
نصبني الفراغ على طريقِ الليل
صنماً لشخصِ الموت
يحرسُ الاشباح
.................................
‫#‏عامرالساعدي‬...ال
عراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق