الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

قصه \سخط من ضيق الحياة رفاه زاير: ((زهرة البنفسج) الجزء الاول

سخط من ضيق الحياة
رفاه زاير: ((زهرة البنفسج)
الجزء الاول
استلقى على فراشه...متوسدا اصابعه المتشابكة لعله يخلد الى النوم. افكار سوداوية تناوبت فكره المشوش فارقته.. ..حاور قلبه متسائلا اياه.. ما ذنبك ان تعيش الالم مرة اخرى.ان تحملت غباء سنواتي ،وعليك الان ان تتحمل كثر من غبائي. لا ألوم أحدا سوى نفسي التى رفضت ان تعترف بأنها غير مرحب بها بركب الحياة. ولا وقت لان ينظرها أحد بعد ان عاشت وهم السنين الغابرات.. واليوم تكرر ذلك.. الم يحن الوقت لكى تستفيق من ذلك الوهم؟ الا يوجد من يُهز ذلك الغبي ويويقظه من سباته العميق؟ اي رجل انت؟ اي عقل تحمل؟ اي قلب ذاك الذي يتحمل غباءه لسنين طويله؟. يعيش معها ولا يرفض ابداً أفعالها. اي ذنب اقترفه لكي يكون بين ضلوعي؟ اي عقل ذاك الذى لا يرفض أفعاله الجنونيه.. لا أعلم كم من الذنوب ارتُكبها بحق قلبي وأطفالي.. مرت السنون على جروحي، واليوم جددتُها بجُروح أخرى أطلقت العنان لقلبي، أخرجته من سجن الاحزان والوهم. جعلته يحب الحياة . رضيت بأن المقسوم ما سنراه. جعلته يزف امنياته، و يعيش أمل الحب والحياة.. لكن عدت هذه المرة محملا بحقيبة من خيبة الامال. وجدت الالم يرسم دربي،والدمع يزف المي. مرة اخرى طعنت قلبي.بخنجرالحياة المتسمم... كم هو قاسي ان أحمل قلبي ذنباً لا مكان للافراح فيه. حملته جروح ماض ،والان احمله غباء اتي.. اتركه يشدوا بحب الحياة، مرة اخرى. لا أعلم هل انا من قدرله ان يجوب دروب الحياة ويكتفي بأن يجرح. .ام انني لست محظوظا بحب الحياة فاركن جنبها..لكنها تدير لي ظهرها وتتركني حائرا.لا أعلم هل انا من البشر الذين لا مكان لهم بالحياة الدنيا. ام انني لا اعلم وقعها !.ام خُلقت بزمن لا مكان لي فيه. اكاد اُجن لا اعلم مااٌريد شعوري يجرني صوب حياه احس وجودي بين احضانها غربة .. الم ،حنين،اشتياق ،خوف ،تناقض.. اه قلبى ارشدني من اكون؟ ولمن انتمي؟.. لا اعلم .. متى اترك عني الغباء، واهجر تلك المشاعر الهشة الضعيفه .لا اعلم هل يأتي يوما وقلبي يعترض ذلك الغباء، يرفض ذلك ،يثورعلى ويرحل عني تاركاً تلك الجروح التى لا تندمل أبدا.اه،يا قلبي ما كنت أحمل عنك العذاب الذي بسببي قد تجرعت ويل الالم .يكفي انني اًسبب لك جروحاً لا تندمل.اه, لو كنت استطيع لآخرجتك من تلك الهموم وحررتُك منها ، لكن لا وقت لان احب واصرخ مستنجدا بمواساة احد. لا وقت ،لان اجوب الدروب بجنون بحثاً عن حلول. لو اعلم يا قلبي غيب الامور، ما اوقعتك فى عذاب سنين.تلو سنين اي ذنب نقترفه لكي نعاقب عليه ليس عقوبة وانما غباء .غباء ان نسير بدرب ونعلم انه لامكان لنا به .اثرتُ الابتعاد كي لا تــُــمطـِــر سـُـحـُــب الدموع . كي لا تطعني سكين الفراق . كي لا اختنق بالذكرى. بالأنفاس . رغبتي بالعيش في منطقة " اللانتظار " فلا سراب ولا أملٍ أركض خلفه .. حتى لا تنبض الأشواق . حتى تغمض الأجفان وأكتفي بأحلام المنام وأتوقف عن معايشة أحلام اليقظة كي لا أتألّـَم بضرب سوط " جلد ذات ".كي لا تتوقف أفكاري خلف أبواب الماضي وبقايا أطلاله . حتى لا تعود بي الخطوات للسير في طرق أدرتُ ظهري عنها لأنِّي لا أكاد أطيق تجرُّع مرارة الندم . أنا أعلمُ يقيناً بأنَّ البُعد ليس إلاّ بدايةً لرحلة النسيان . كي ترحل عنِّي الأطياف وأبقى أنا في عالمي، الواقعي، الحقيقي . لأجد نفسي !! .. فقد سئمتُ تيهي و البحث الدائم... كي لا تـُشـيِّع الآهات واللوعات جثمان مشاعري في قبور الآلآم . حتى لا ينزف قلبي دماً بمداده ، فتحتضن أوراقي وقلمي جروحي .. وتصطبغ بالحسرات كتاباتي. حتى لا يكون " الإحساس بالحرمان " مصيري . فاختياري للحرمان خيرٌ من أن تـُقحـَم بأشواكه أحاسيسي فتـُمزَّقَ قهراً وكبتاً . آثرتُ الابتعاد لأنَّ " قلبي " لا يحتمل أن يكون مرفأ منسيـّاً ترسو إليه بقايا حُطام لا أستطيع نسيانه ..فاخترت الانزواء في ركنٍ هادئٍ خالٍ من المشاعر ،، من الألم ،، من الأطياف ،، من الذكريات ....
الجزء الثاني
جلست في باحة الدار تحاور نفسها.. في التقاليد سكبنا الاحلام واغتلنا الاحاسيس وعلى قلوب العذارى نسجنا الغيوم مساحات .وفي الجهل مكثنا نستمتع بالمغريات فاليوم صراع وفي القلب صراخ فمن يوقف تلك النبضات ومن يشتكي من حروق الافتراق عن الاهل ،لماذا يــُــتعـِــب نفسه بالتفكير ؟! ..لماذا يـُــغلـِـق على ذهنه مجاري التفكير الإيجابي المـُــثمر ، لماذا يقوقع نفسه في سرداب الضيـّـق المظلم ؟! سأمت الحياة معه بعد أن سار في ذلك الدرب المقيت ، تراه يتسخـّــط من ضيق الحياة .. وأنه يعيش " بلا حظ "عجبا ً له وهو من أوصل نفسه إلى هذه النتيجة الحتمية ؛ وذلك بسبب تسخـّــطه الدائم وعدم رضاه عن حياته .دائما يلتفت ذهنه إلى النواقص في حياته ، ويرى نقاطها " السوداء الصغيرة " وكأنـَّـها سـُــحب ٌ قاتمة تصبغ حياته بأكملها نقصا ً وحاجةً. لو حاول أن يترك تفكيره السوداوي ليرى حقيقة " حاجاته ونواقصه " لوجدها أمورا ً بسيطة ً ربما لا تحتاج منه إلى أن ينشغل بها ، أو ربما كانت تحتاج إلى قوّة َ الصبر وإيجابيـّـة الشكر والحمد كي يتخطـّـى غيابها .لكنـّـه ونتيجة ً لتفكيره ضخـَّـم تلك النواقص ، حتى سرى داء الاحتياج والشعور بالنقص على جميع مظاهر حياته . فأصابه ذلك بالعجز وتوقـّـف مكانه..فظل ساكنا لا هو متجاوز عقبات الحياة ولا هو عاش حياته برضى ومتعة وراحة فكر واطمئنان.. .
كي يسعد حياته... عليه أن يـُــغيـِّـر احساسه تجاه كل شيء ، ونظرته للأمور . وهذا يستلزم منه محاولة التخلـّـص من " القلق " ... الذي بدوره أحال الحياة إلى عبء ٍ ثقيل على كاهله . ليته يتقبل النصح والنصيحة ، هذا الشعور زاد بداخله غضبا على الحياة ، وازدادت حساسيـّــته تجاه المواقف . فأصبحت تثور ثائرة غضبه لموقف عابرأو غلطة غير مقصودة .فمشاعره باتت " كالوعاء " تسكب فيه المواقف آثارها. فأصبحت تستوعب كل ما تحمله... لينعكس ذلك على نفسه . التي تمنـَّــت ْ لو صرخـَــتْ أو خرجـَـتْ من جوف ذلك الإنسان ، الذي أنهكها بسكب كل ما يمر عليه داخلها . فهي لا تجد الوقت لتهدأ ، بل هي في انشغال ٍ دائم بكل صغيرة قبل استفحالها ٍ.لذا فهي نفسً مـُـجهـَــدة محرومة من الشعور ( بالاستمتاع ).. حتى وإن استمتعـَـتْ سرعان ما يأتي صاحبها بما ينغـّـص متعتها بأفكارٍ سوداء محبـِــطة .يا الاهي تساءلت.. كيف لي اخراجه من دوامته ؟حاولت مرارا فلم تفلح حتى بدت الأمور التي يمارسها للاستمتاع وكأنها همٌّ يريد أداءه للتخلص منه .وبذلك فقدت حياته معناها الرائع ، ليبقى " القلق " هو السمة الطاغية على حياته وتفكيره .فتراه واجما ً ، مـُــنهـَــكا ً ، لا يرتاح أبدا ً ، دائم الانشغال بالتفاصيل ودقائق الأمور .تعلل نفسها وتقول : كل ذلك سيزول وينتهي لو قام بإيقاف عقله عن التمسـّــك بسلسلة الأفكار المزعجة التي لا تكاد تنتهي حلقاتها .سأكلمه عند الصباح بعد ان اضع حدا لهذه التصرفات . وفي صباح اليوم الثاني جهزت له الفطور وبعد الافطار قالت له: ما بك حبيبي. اراك كثير التذمر والشرود السنا اهلك.. وبحاجة اليك ماديا ومعنويا ؟.عليك أن تبدأ بفك حلقات السلسلة سلسلة الحياة بتشتيت أوّل فكرة ضارة تمرّ عليك واستبدالها بأخرى مختلفة ٍ تماما ً ، وبعيدة عن الموضوع الذي تفكر به .دائما ًضع في ذهنك أنك ليس مسؤولا ً عن عواقب كل شيء . وأن الحياة لا تنتظر تحركــّـك كي تستقم ويسير كل ما فيها على خير ما يـُـرام . وأن ّ الحياة لا تنتهي إذا لم يأتها ما أردنا وخطـَّــطنا له . فهناك البدائل وهناك العبارات الإيجابية التي تشع إيمانا ً بأن الخير فيما حدث .ليس كل ما يدركه الانسان يناله واحيانا سيأتيه ما يريده ليجده ماثلا ً أمامه . وكل ما عليك أن تعيش يومك وأن تستمتع بحياتك.فهذه أجمل " هديـّـة " يمكن أن تقدمـّـها لنفسك. يا حبيبي ما اجمل الحياة عندما نعيشها بهدوء الفكر ، واطمئنان القلب ، وراحة النفس واستمتاعها بيومها بعيدا ً عن القلق والأفكار المؤذية التي لا نفع من الانشغال بها . للاسف الشديد لم يسمع كلامها بالرغم من انه ينظر اليها لكنه شارد اللب والفكر .هو يقول سرا: ماذا تقول هذه.... : لم يعـُــد لدي َّ سوى بقايا مركب مــُــنهــَــك مــُــتــعــَــب ْ ،، ومجداف ٌ محطــّــم لا يقوى حتى على البقاء في مكانه ، عدا مصارعته للأمواج..وفي احد ليالي الشتاء القارص خرج يتمشى ربما هربا من واقعه المرير فاذا به يرى صديق طفولته فاستقبله بحفاوة وبعد التحية تجاذبا اطراف الحديث لمدة ساعة تقريبا سأله صاحبه ما بك اراك منهك القوى هل من شيء ؟! وكانت اغلب اجاباته لا شيء ثم افترقا .رجع صاحبنا لدوامة افكاره وهو يتمتم مع نفسه طول الليل وأنا أسهر مع ذكرياتي ، وشيء من أطيافي التي تهب كريح صيف قائض. وفي احد الايام بدأ صاحبنا يصرخ بصوت عال..رافقه كسر اثاث المنزل وأنقضاض على زوجة بالضرب تارة وعلى الاطفال تارة اخرى . جن الرجل نعم جن صاحبنا اخذ يجوب الطرقات بملابسه الرثه ويلتحف السماء ويتوسد الحجارة والزوجة حائرة مثقل كاهلها بزوج تائه في الطرقات وضنك العيش فلبست الخمار والعباءة وخرجت في الطرقات تبحث عن فتات خبز تتسول تارة واخرى تتضرع من الجوع على مسمع ومراى المسؤولين ولا من مجيب ..
(يتبعه جزء ثالث )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق