" أَمْ على قلوبٍ أقْفالُها "
للأديب / محمد شعبان
-------؛----------
وكأنما انشقَّت الأرض عنها فبدتْ كجنيَّةٍ مسحورةٍ بقدٍّ ممشوق وشعر حريري يخطفُ لُبِّي ـ كالعادة ـ كُلّما حركت رأسها .. توقفتُ بسيارتي أمامَهَا .. انحنَتْ بهدوءٍ، وبخصرِها المخروطي القسيم لتفتح الباب ومن سعة فتحة ( البَدِي ) على صدرها ظهرَ ( تاتُّو) الفراشة الأحمر بكل وضوح وكأنَّه ثمرة فراولة على وجه كوب لبن ناصع البياض .. عيناها .. لم يكن هذا لونُ عينيها المرةَ السابقة، لونُ العدستين هذه المرة خَضَارُه صارخ كقطةٍ تطلق شعاعًا سحريًّا يجذبك إليه بدون وعي منك، طلاء الأظافر أيضًا أعجبني كثيرًا إنه اللون المُحبَّبُ لي الكستنائي المُنَقَّط بالأبيض .. كل أسبوع تطل طلة متجددة تخرجني عن رتابة حياتي ومللها، وكل هذه المواهب لا تُضاهِي شيئًا بجانبِ قدرتِها العجيبة على الحديث .. حديثُها مريح، ولَكْنَةُ الرَّاء في صوتِها ( إغ إغ ) تنساب في أذني كنسمة ربيعية رشيقة في ذروة صيفية تخالجُ مداعبةً الوجدان المؤرق .. فتحتْ بابَ السيارةِ .. ارْتَمتْ على الكرسي بجانبي .. هَفَتَ عطرُها الفرنسي الذي أهديتُها إياه الأسبوعَ الفائت فعبق الجوُّ بأريجه الساحر الفواح، فقبسْتُ منه شمةً طويلة عبّأتُ بها رئتيّ المكدستين بروائح عرق العمال المعتقة ، وأنفاسهم المشبعة بقطران السجائر، والأتربة والرمال والأسمنت وعوادم السيارات حول مواقع البناء كل ذلك يلازمني، ولا يتركني لحظة واحدة وأنا مقاول بناء لكل مشاريع المؤسسة، وأعباء العمل دومًا لا تنتهي، .. بدأَتْ الكلامَ .. لم تتوقف .. تسألُ .. تَرْوي قِصصَها الخاصة مع كل مَنْ التقت بهم .. لكنها دائما تُقسم أنها لم تقابل مثلي ، غير أني سابح عنها في عالم آخر مِنْ مشكلاتي وهمومي الخاصة التي تحتوشني منذ بداية الأسبوع، ريثما نصل إلى الشقة، فأرمي كل هذه الهموم بين أحضانها الدافئة وقبلاتها الحارة و ( أأأأ ) .. ربما أُلْقِيَ في خاطركم الآن من كلامي أنها فتاة لعوب التفَّتْ بفتونها حول رجل منهكٍ حتى النخاع في عمله محرومٍ من الحنّية التي يفتقدها في بيته مع زوجته أُمِّ العيال حيثُ لا يستقبله في كنفها غيرُ الفواتير والمصاريف والمشكلات ورائحة الطبخ وملابس البيت العشوائية والشعر الخشن المُلبّد المربوط خوفا من ظهور سوءاته، بل وسوءاتها كلها أمام هذه الجنية المسحورة التي تهتم بكل جزء من جسمها من أخمص قدمها اللين وحتى أطراف شعرها البلسمي .. لا لا لللا لللللا .. زوجاتي الأربعة ـ وإن جئتم للحق ـ الواحدة منهن أكثر منها جمالا وتهتممن بأنفسهن .. زوجاتي الأربعة لديهن طاقة فسفورية .. تشع الواحدة منهن جمالا فتضيءُ الظلام .. ليس الجمال إذن ! .. أوقفوا خواطركم هذه، كما أن زوجاتي الأربعة لا تشغلنني أبدًا بكل ما أسلفتُه من مُنَغصات زوجية إنهنّ منشغلات بواجباتهنّ ويقمنَ بمسؤولياتهنّ (وااااا ) .. دعوكم من زوجاتي .. أنا تحدّثتُ هذا الأسبوع مع أحد أصدقائي الطيبين وفتحتُ قلبي معه، فخطب لي خطبة طويييلة صدقًا لم أفهم منه شيئا.. لكنني شعرتُ بقتامةٍ في حديثة جعل الحياة سوداوية مع أني أراها جميلة .. أذكر مما قاله :ـ يا صديقي إن الخطاب الديني يفتقر للتأثير في أمثالك من الـ ( ...... ) ـ لا داعي لسماعكم ذلك ـ ، كما أن الدعاة وأئمة المساجد غيرَ مؤهلين علميًّا وثقافيًّا وفكريا بالقدر الكافي، ولا يقومون بواجبهم كما ينبغي .. مجرد موظفين كغيرهم من آلاف العاملين بالحكومة وهم أنفسهم يعانون مما يعاني منه السواد الأعظم في المجتمع، فلا يحسنون التعامل خاصة مع ما تعانيه أنت، نظرًا لقلةِ خبراتهم وعدم حصولهم على دورات تنمية بشرية ، وأخرى تثقيفية في هذا الخصوص،ولا توجد لهم أماكن خاصة يتوافرون عليها، أو وسائل تُسَهّل التواصل معهم في كل الأوقات، ولا يوجد عندنا كرسي الاعتراف مثلا، ولا يوجد برنامج دعْوي يتيح للأئمة الذهاب للبيوت وطَرْقَ المشكلات في بؤرها، أو خط ساخن يلبي نداء أب وأم مستغيثين في ابن عاق أو مدمن، أو بنت متسيبة أو زوج ناشز أو آخر لا يراعي الله فيمَنْ يعول لكي يساعدوا في التوصل لحلول، أو ، أو .. هل تعرف يا صديقي أن الكنيسة تُوفِدُ أحيانًا قساوسةً للبيوتِ التي تحتاجُ مساعدات من هذه النوعية مما أكسب رجل الدين المسيحي هيبة فصار يقدره حتى غير أبناء ديانته .. استوقفتُه وقد أسهب فيما لا يفيديني .. قلت له :ـ ـ يا عم ـ أنا لا أفهم منكَ شيئًا أنا أشاهد الشيخ (وسام ) فحسب ..
:ـ مَنْ الشيخ ( وسام ) ؟ ..
:ـ ( ههههههه ) ألا تعرف الشيخ ( وسام ) ؟! ذلكم الداعية الشهير الذي يظهر على الفضائيات ..
:ـ ( آاااه ) عرفتُه عرفتُه ..تملأ صورَه مجلاتِ النجوم والجرائد ويظهر في الفواصل الإعلانية للأفلام والمسلسلات على كل الفضائيات بزيِّه ( الكاجوال) و (الاستايل ) كأنه نجم ( سينما ) وأكثر .. أكيد سوف أتصل به على البث المباشر أشكره على تناسق ألوان ملابسه الراااائع، وصوته الحنون الذي يجذب جمهورًا عريضًا خاصةً من البنات، وأذَكِّرُه، فلا ينسى الحديثَ عن (الأقصى).
يعني إذن أنا متدين .. ألستُ كذلك ؟! لا .. أنا متدين،وأفكر جديا في تطليق إحدى اﻷربعة والزواج من الجنية المسحورة حتى لا تتهموني بال ( ......... ) بعد ذلك ...لا عليكم مِنّي .. يبدو أننا وصلنا ..أترككم الآن، فلقد بلغتُ شقةَ ( المزاج العالي ) أنا وجنيتي المسحورة التي تُنْسيني حتى المَنْسِيّ، وبعد هذه السهرة أعدكم أنْ أعودَ لصديقي الأسبوعَ القادمَ لأكملَ معه حديثَه الذي لا أفهم منه شيئًا، وبالله عليكم ذكِّروني أن أسأله عن ( الأقْصى ) وماذا يعني ؟ لأني نسيتُ سؤاله المرةَ السَّابقة .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتمت
للأديب / محمد شعبان
-------؛----------
وكأنما انشقَّت الأرض عنها فبدتْ كجنيَّةٍ مسحورةٍ بقدٍّ ممشوق وشعر حريري يخطفُ لُبِّي ـ كالعادة ـ كُلّما حركت رأسها .. توقفتُ بسيارتي أمامَهَا .. انحنَتْ بهدوءٍ، وبخصرِها المخروطي القسيم لتفتح الباب ومن سعة فتحة ( البَدِي ) على صدرها ظهرَ ( تاتُّو) الفراشة الأحمر بكل وضوح وكأنَّه ثمرة فراولة على وجه كوب لبن ناصع البياض .. عيناها .. لم يكن هذا لونُ عينيها المرةَ السابقة، لونُ العدستين هذه المرة خَضَارُه صارخ كقطةٍ تطلق شعاعًا سحريًّا يجذبك إليه بدون وعي منك، طلاء الأظافر أيضًا أعجبني كثيرًا إنه اللون المُحبَّبُ لي الكستنائي المُنَقَّط بالأبيض .. كل أسبوع تطل طلة متجددة تخرجني عن رتابة حياتي ومللها، وكل هذه المواهب لا تُضاهِي شيئًا بجانبِ قدرتِها العجيبة على الحديث .. حديثُها مريح، ولَكْنَةُ الرَّاء في صوتِها ( إغ إغ ) تنساب في أذني كنسمة ربيعية رشيقة في ذروة صيفية تخالجُ مداعبةً الوجدان المؤرق .. فتحتْ بابَ السيارةِ .. ارْتَمتْ على الكرسي بجانبي .. هَفَتَ عطرُها الفرنسي الذي أهديتُها إياه الأسبوعَ الفائت فعبق الجوُّ بأريجه الساحر الفواح، فقبسْتُ منه شمةً طويلة عبّأتُ بها رئتيّ المكدستين بروائح عرق العمال المعتقة ، وأنفاسهم المشبعة بقطران السجائر، والأتربة والرمال والأسمنت وعوادم السيارات حول مواقع البناء كل ذلك يلازمني، ولا يتركني لحظة واحدة وأنا مقاول بناء لكل مشاريع المؤسسة، وأعباء العمل دومًا لا تنتهي، .. بدأَتْ الكلامَ .. لم تتوقف .. تسألُ .. تَرْوي قِصصَها الخاصة مع كل مَنْ التقت بهم .. لكنها دائما تُقسم أنها لم تقابل مثلي ، غير أني سابح عنها في عالم آخر مِنْ مشكلاتي وهمومي الخاصة التي تحتوشني منذ بداية الأسبوع، ريثما نصل إلى الشقة، فأرمي كل هذه الهموم بين أحضانها الدافئة وقبلاتها الحارة و ( أأأأ ) .. ربما أُلْقِيَ في خاطركم الآن من كلامي أنها فتاة لعوب التفَّتْ بفتونها حول رجل منهكٍ حتى النخاع في عمله محرومٍ من الحنّية التي يفتقدها في بيته مع زوجته أُمِّ العيال حيثُ لا يستقبله في كنفها غيرُ الفواتير والمصاريف والمشكلات ورائحة الطبخ وملابس البيت العشوائية والشعر الخشن المُلبّد المربوط خوفا من ظهور سوءاته، بل وسوءاتها كلها أمام هذه الجنية المسحورة التي تهتم بكل جزء من جسمها من أخمص قدمها اللين وحتى أطراف شعرها البلسمي .. لا لا لللا لللللا .. زوجاتي الأربعة ـ وإن جئتم للحق ـ الواحدة منهن أكثر منها جمالا وتهتممن بأنفسهن .. زوجاتي الأربعة لديهن طاقة فسفورية .. تشع الواحدة منهن جمالا فتضيءُ الظلام .. ليس الجمال إذن ! .. أوقفوا خواطركم هذه، كما أن زوجاتي الأربعة لا تشغلنني أبدًا بكل ما أسلفتُه من مُنَغصات زوجية إنهنّ منشغلات بواجباتهنّ ويقمنَ بمسؤولياتهنّ (وااااا ) .. دعوكم من زوجاتي .. أنا تحدّثتُ هذا الأسبوع مع أحد أصدقائي الطيبين وفتحتُ قلبي معه، فخطب لي خطبة طويييلة صدقًا لم أفهم منه شيئا.. لكنني شعرتُ بقتامةٍ في حديثة جعل الحياة سوداوية مع أني أراها جميلة .. أذكر مما قاله :ـ يا صديقي إن الخطاب الديني يفتقر للتأثير في أمثالك من الـ ( ...... ) ـ لا داعي لسماعكم ذلك ـ ، كما أن الدعاة وأئمة المساجد غيرَ مؤهلين علميًّا وثقافيًّا وفكريا بالقدر الكافي، ولا يقومون بواجبهم كما ينبغي .. مجرد موظفين كغيرهم من آلاف العاملين بالحكومة وهم أنفسهم يعانون مما يعاني منه السواد الأعظم في المجتمع، فلا يحسنون التعامل خاصة مع ما تعانيه أنت، نظرًا لقلةِ خبراتهم وعدم حصولهم على دورات تنمية بشرية ، وأخرى تثقيفية في هذا الخصوص،ولا توجد لهم أماكن خاصة يتوافرون عليها، أو وسائل تُسَهّل التواصل معهم في كل الأوقات، ولا يوجد عندنا كرسي الاعتراف مثلا، ولا يوجد برنامج دعْوي يتيح للأئمة الذهاب للبيوت وطَرْقَ المشكلات في بؤرها، أو خط ساخن يلبي نداء أب وأم مستغيثين في ابن عاق أو مدمن، أو بنت متسيبة أو زوج ناشز أو آخر لا يراعي الله فيمَنْ يعول لكي يساعدوا في التوصل لحلول، أو ، أو .. هل تعرف يا صديقي أن الكنيسة تُوفِدُ أحيانًا قساوسةً للبيوتِ التي تحتاجُ مساعدات من هذه النوعية مما أكسب رجل الدين المسيحي هيبة فصار يقدره حتى غير أبناء ديانته .. استوقفتُه وقد أسهب فيما لا يفيديني .. قلت له :ـ ـ يا عم ـ أنا لا أفهم منكَ شيئًا أنا أشاهد الشيخ (وسام ) فحسب ..
:ـ مَنْ الشيخ ( وسام ) ؟ ..
:ـ ( ههههههه ) ألا تعرف الشيخ ( وسام ) ؟! ذلكم الداعية الشهير الذي يظهر على الفضائيات ..
:ـ ( آاااه ) عرفتُه عرفتُه ..تملأ صورَه مجلاتِ النجوم والجرائد ويظهر في الفواصل الإعلانية للأفلام والمسلسلات على كل الفضائيات بزيِّه ( الكاجوال) و (الاستايل ) كأنه نجم ( سينما ) وأكثر .. أكيد سوف أتصل به على البث المباشر أشكره على تناسق ألوان ملابسه الراااائع، وصوته الحنون الذي يجذب جمهورًا عريضًا خاصةً من البنات، وأذَكِّرُه، فلا ينسى الحديثَ عن (الأقصى).
يعني إذن أنا متدين .. ألستُ كذلك ؟! لا .. أنا متدين،وأفكر جديا في تطليق إحدى اﻷربعة والزواج من الجنية المسحورة حتى لا تتهموني بال ( ......... ) بعد ذلك ...لا عليكم مِنّي .. يبدو أننا وصلنا ..أترككم الآن، فلقد بلغتُ شقةَ ( المزاج العالي ) أنا وجنيتي المسحورة التي تُنْسيني حتى المَنْسِيّ، وبعد هذه السهرة أعدكم أنْ أعودَ لصديقي الأسبوعَ القادمَ لأكملَ معه حديثَه الذي لا أفهم منه شيئًا، وبالله عليكم ذكِّروني أن أسأله عن ( الأقْصى ) وماذا يعني ؟ لأني نسيتُ سؤاله المرةَ السَّابقة .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــتمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق