الاثنين، 9 مايو 2016

كي لا اذل *****بقلم الاديبه منى الصراف

قصة قصيرة
كي لا اذل
كان شابا متمردا على واقعه المعيشي .. ودائم الشكوى في كل شيء واي شيء ! 
اما عائلته في احيانا كثيرة كانت تطلق عليه الكثير من الالقاب من بينها المنشار او النار او تلك المقبرة التي لاترد ميتا !
تعبوا كثيرا من كثرة طلباته التي لا تنتهي واستنزفت مدخولات كل افراد اسرته بقسوة !
اما اصحابه كانوا من الاثرياء وهنا تكمن معاناة هذا الشاب ..
اخبره والده يوما :
- ارجوك يابني اجلس معي لدقائق كي تسمعني واسمعك وليكن بيننا حوارا حضاريا كما يقولون !
انصت الشاب لوالده بتملل وعيناه تحاول ان تجد لها مكانا اخر غير وجه ابيه !
اخذ الوالد يسترسل معه في الحديث :
- ان المال يابني في احيانا كثيرة لايجلب السعادة للاثرياء !
ضحك الشاب من قوله هذا واجابه بشيء من السخرية :
- وكيف ذلك بالله عليك !؟
:- ان مال الاثرياء هو جواز مرور لتجاوز تعاستهم برفاهية ! ودائما تجدهم كلما زادت ثرواتهم زادوا جبنا وحرصا على تلك المكاسب !
اما الفقير هو من يتمتع بالشجاعة واول من يحمل السلاح للدفاع عن الوطن ويلبي نداءك ان استنجدت به !!
استغرب الشاب من هذا الحديث وقال بشي من الحيرة التي بدت ظاهرة على ملامح وجهه
:- لماذ ا يا ابي هو من يلبي تلك النداءات دون غيره !؟
:- لانه بكل بساطة لايخاف على شيء يفقده .. فهو لا يملك من الدنيا غير الحب وروحه النقية وثقته بكل الذين من حوله ..
في حين تجد الاثرياء حتى هذه الثقة زالت فيما بينهم ! والشك هو ديدنهم في الحياة !
استمر الوالد بالحديث بعد ان شاهد ان ولده يصغي له بكل اهتمام ..
ياولدي لا تعاشر الاغنياء ارجوك ان سايرتهم في الانفاق قد يضرون بك وبنا ..
وان انفقوا عليك ستذل والله ستذل ! ..
وقف الشاب بعد ان سمع منبهات سيارات اصحابه عند الباب .. وقال :
- ارجوك انت يا والدي زد لي مصروفي كي لا اذل !!
منى الصراف / بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق