رحلة مهاجر غير شرعي
بقلمي : رفاه زاير : زهرة البنفسج
يحكى ان شابا من عائلة فقيرة لا يملك موردا سوى راتب مقدم من الدولة الى المعوقين ( راتب رعاية اجتماعي) لابيه المقعد حيث انه لايكفي لسد حاجة الاسرة و متطلباتها و فواتير السكن , كان يحاور نفسه:لم يعد لي شيئا هنا, لا املك عمل , لا املك اي شئ واملي اتزوج بحبيبتي واهاجرالى اوربـا , هناك اجد عملا و اتقاضى اجرا0قرر ومجموعة من الشباب تعرف عليهم من الحي ان يهاجروا , خططوا تقريبا للرحلة منذ شهرين وكانوا بانتظار اليوم الذي يقرروا السفر فيه . مرت الايام وبينما هوجالس بالبيت اتصال به احد اصدقائه هاتفيا: اليوم سنهاجر الساعة العاشرة ليلا نلتقي في المكان المحدد , لم اقم باي حركة يقول صديقنا , جهزت نفسي من دون علم اي احد وكتب رسالة الى حبيبته ذكر في مطلعها: اخترت سكون الليل لأكتب اليك.لأنه محظور علي التكلم عنك صباحا،ومحظور علي ذكر أسمك ظهرا,ومحظور علي تخيل رسمك عصرا،ومحظور علي أن أحبك،وأعشقك،وأن أهيم بك ،قسما في غربتي سأدمنك،فأدمنتك ليلا،فكم تسكرني نظراتك تحت ضوء القمر،وكم أعشق حديثك في سكون الليل،فأنت حلمي وأنفاسي وهمساتي،تحضريني مساءا، وتغادريني مع خيوط النهار،لكن، أين أنت هذا المساء ؟بحثت عنك في أرجاء الفضاء فلم اجدك،فتشت عنك بين طيات دفاتري فمزقت أوراقها،قررت الكتابة عنك هذا المساء لعلي اجدك بين احرفي ، ولكن،أبى القلم أن يكتب،وابت النسمات ان افتح اوراقي،ورفضت أفكاري ان تستقر بهدوء فكانت ثائرة غاضبه،حاولت لكنهم رفضوا ان اضع احرف النهاية.اعذريني حبيبتي اني مسافر، وعدا سأعود وسنرزق بالمال والبنون الى اللقاء. ترك لها الرسالة عند احد صديقاتها وهاجر. الساعة العاشرة ليلا التقوا جميعا، بقوا بانتظار المشرف على العملية , رجل ملتحي , لاول مرة يقول صديقنا: اراه او اكلمه فقد كنت متصل فقط مع ابناء الحي الذين كانوا دائما يفيدونني بالجديد . آمرنا ان نفترق مجموعات , مجموعات و سط الظلام الحالك .بينما يتكفل بعضهم بنفخ قارب مطاطي ,بعد ان جهز القارب , صعدنا واحد بعد الاخر, في وسطنا براميل البنزين , و المحركيين في المقدمة .قاطعنا قائلا: لا تخافوا البتة .اجابنا:والخوف يتملكنا "اكيد لا ! " ..ثم واصلنا الرحلة، اعطانا جهاز GPS لتحديد المنطقة المتوجهين اليها. امرنا باطفائه واشعاله عند الحاجة لانه يملك نورا قويا قد يكشفنآ رجال السواحل. ثم واصلنا " انها الرابعة و النصف فجرا , توكلوا على الله . انطلقوا، ساذهب الان , اصلي الفجر،وادعي لكم " انطلق القارب في سكوت رهيب والمياه ترشنا من كل جهة .. المشرف على قيادة القارب كان قد تناول مواد محظورة الى جانب البعض حتى لا يشعروا بالرحلة المميتة ,, ليبدؤوا بعد ذلك في الضحك الغير ارادي لانهم كانوا تحت تاثير المخدرات . بدات بعض المشاحنات بينهم، القارب يسير، سخن المحرك , لحظات فتوقف , اصفرت الوجوه و صمتت الافواه , لدينا محرك احتياطي , قام اثنان بتركيبه و احتفظوا باللأول لانه محافظ على التوازن بيننا , لكنه لم يمشي بنا الا بضع كيلومترات ليتوقف. تتوقف الانفس و يتوقف الوقت .دقائق تمر , والساعات تمر , حل الظلآم , ما العمل ؟لم نتصل برجال البحرية رغم اننا نملك هواتف خلوية.قال احدنا: لماذا لم تتصلوا حتى ترسل لنا البحرية رجالها لانقاذنا هل جننت؟ الموت افضل من دخول السجن بقينا حتى الساعة العاشرة من الليل بين السماء و البحر، ضوء القمر ينيرنا والمولى يحرسنا.نعم لقد كان الله معنا فلقد كان البحر هادئا.. كان القارب يذهب يمين و شمال بحركات الماء الهادئة ,انها سلحفاة البحر، شاهدت حوتا عملاق يخرج الماء من ظهره اتذكره طول حياتي و حمدا لله لم يقلب بنا القارب .طالت الساعات و في لحظة قام احد المتاثري بالمخدرات يبكي و يقول "الله اكبر , الله اكبر , الشهادة ,الشهادة , الموت , الموت , سامحوني ,سامحوني ,هيا جهزوا انفسكم للموت "صمت لبعض الثواني ومتلأت عينه بالدموع ثم واصل , قال لنا :سنستغرق ساعتين لنموت جميعا " فابدؤا بالشهادة ,, تسمرنا في مكاننا , رأيت يداي فكانت من البرد قد تجمدت و اصبحت بيضاء من دون دم , شفاهي ترتجف , كنت جسدا من دون روح .سويعات، وانقلب القارب واذا بنا نرى طائرة حراس السواحل تمر علينا فأشعلنا هواتفنا لعل ضوءنا يأتي لنا بالجديد.نعم لقد رأونا واعلنت ذلك بأطلاقها لضوء اخضر لتحدد مكاننا للباخرة ،رأينا باخرة النجدة , اقتربت منا ثم ارسلت لنا حبلا لتجذبنا اليها. فسحبوني انا, وهنا مات الجميع الا انا واجهض بالبكاء شيوخ ، اطفال، نساء , لا اتذكر جيدا ما فعلناه لانني وقتها كنت شارد الفكر , ما اتذكره انهم قدموا لنا المياه والملابس.فقدت الوعي فوجدت نفسي في الملجأ الخاص بالمهاجرين الغير شرعيين .
(انتهت بعونه تعالى)
بقلمي : رفاه زاير : زهرة البنفسج
يحكى ان شابا من عائلة فقيرة لا يملك موردا سوى راتب مقدم من الدولة الى المعوقين ( راتب رعاية اجتماعي) لابيه المقعد حيث انه لايكفي لسد حاجة الاسرة و متطلباتها و فواتير السكن , كان يحاور نفسه:لم يعد لي شيئا هنا, لا املك عمل , لا املك اي شئ واملي اتزوج بحبيبتي واهاجرالى اوربـا , هناك اجد عملا و اتقاضى اجرا0قرر ومجموعة من الشباب تعرف عليهم من الحي ان يهاجروا , خططوا تقريبا للرحلة منذ شهرين وكانوا بانتظار اليوم الذي يقرروا السفر فيه . مرت الايام وبينما هوجالس بالبيت اتصال به احد اصدقائه هاتفيا: اليوم سنهاجر الساعة العاشرة ليلا نلتقي في المكان المحدد , لم اقم باي حركة يقول صديقنا , جهزت نفسي من دون علم اي احد وكتب رسالة الى حبيبته ذكر في مطلعها: اخترت سكون الليل لأكتب اليك.لأنه محظور علي التكلم عنك صباحا،ومحظور علي ذكر أسمك ظهرا,ومحظور علي تخيل رسمك عصرا،ومحظور علي أن أحبك،وأعشقك،وأن أهيم بك ،قسما في غربتي سأدمنك،فأدمنتك ليلا،فكم تسكرني نظراتك تحت ضوء القمر،وكم أعشق حديثك في سكون الليل،فأنت حلمي وأنفاسي وهمساتي،تحضريني مساءا، وتغادريني مع خيوط النهار،لكن، أين أنت هذا المساء ؟بحثت عنك في أرجاء الفضاء فلم اجدك،فتشت عنك بين طيات دفاتري فمزقت أوراقها،قررت الكتابة عنك هذا المساء لعلي اجدك بين احرفي ، ولكن،أبى القلم أن يكتب،وابت النسمات ان افتح اوراقي،ورفضت أفكاري ان تستقر بهدوء فكانت ثائرة غاضبه،حاولت لكنهم رفضوا ان اضع احرف النهاية.اعذريني حبيبتي اني مسافر، وعدا سأعود وسنرزق بالمال والبنون الى اللقاء. ترك لها الرسالة عند احد صديقاتها وهاجر. الساعة العاشرة ليلا التقوا جميعا، بقوا بانتظار المشرف على العملية , رجل ملتحي , لاول مرة يقول صديقنا: اراه او اكلمه فقد كنت متصل فقط مع ابناء الحي الذين كانوا دائما يفيدونني بالجديد . آمرنا ان نفترق مجموعات , مجموعات و سط الظلام الحالك .بينما يتكفل بعضهم بنفخ قارب مطاطي ,بعد ان جهز القارب , صعدنا واحد بعد الاخر, في وسطنا براميل البنزين , و المحركيين في المقدمة .قاطعنا قائلا: لا تخافوا البتة .اجابنا:والخوف يتملكنا "اكيد لا ! " ..ثم واصلنا الرحلة، اعطانا جهاز GPS لتحديد المنطقة المتوجهين اليها. امرنا باطفائه واشعاله عند الحاجة لانه يملك نورا قويا قد يكشفنآ رجال السواحل. ثم واصلنا " انها الرابعة و النصف فجرا , توكلوا على الله . انطلقوا، ساذهب الان , اصلي الفجر،وادعي لكم " انطلق القارب في سكوت رهيب والمياه ترشنا من كل جهة .. المشرف على قيادة القارب كان قد تناول مواد محظورة الى جانب البعض حتى لا يشعروا بالرحلة المميتة ,, ليبدؤوا بعد ذلك في الضحك الغير ارادي لانهم كانوا تحت تاثير المخدرات . بدات بعض المشاحنات بينهم، القارب يسير، سخن المحرك , لحظات فتوقف , اصفرت الوجوه و صمتت الافواه , لدينا محرك احتياطي , قام اثنان بتركيبه و احتفظوا باللأول لانه محافظ على التوازن بيننا , لكنه لم يمشي بنا الا بضع كيلومترات ليتوقف. تتوقف الانفس و يتوقف الوقت .دقائق تمر , والساعات تمر , حل الظلآم , ما العمل ؟لم نتصل برجال البحرية رغم اننا نملك هواتف خلوية.قال احدنا: لماذا لم تتصلوا حتى ترسل لنا البحرية رجالها لانقاذنا هل جننت؟ الموت افضل من دخول السجن بقينا حتى الساعة العاشرة من الليل بين السماء و البحر، ضوء القمر ينيرنا والمولى يحرسنا.نعم لقد كان الله معنا فلقد كان البحر هادئا.. كان القارب يذهب يمين و شمال بحركات الماء الهادئة ,انها سلحفاة البحر، شاهدت حوتا عملاق يخرج الماء من ظهره اتذكره طول حياتي و حمدا لله لم يقلب بنا القارب .طالت الساعات و في لحظة قام احد المتاثري بالمخدرات يبكي و يقول "الله اكبر , الله اكبر , الشهادة ,الشهادة , الموت , الموت , سامحوني ,سامحوني ,هيا جهزوا انفسكم للموت "صمت لبعض الثواني ومتلأت عينه بالدموع ثم واصل , قال لنا :سنستغرق ساعتين لنموت جميعا " فابدؤا بالشهادة ,, تسمرنا في مكاننا , رأيت يداي فكانت من البرد قد تجمدت و اصبحت بيضاء من دون دم , شفاهي ترتجف , كنت جسدا من دون روح .سويعات، وانقلب القارب واذا بنا نرى طائرة حراس السواحل تمر علينا فأشعلنا هواتفنا لعل ضوءنا يأتي لنا بالجديد.نعم لقد رأونا واعلنت ذلك بأطلاقها لضوء اخضر لتحدد مكاننا للباخرة ،رأينا باخرة النجدة , اقتربت منا ثم ارسلت لنا حبلا لتجذبنا اليها. فسحبوني انا, وهنا مات الجميع الا انا واجهض بالبكاء شيوخ ، اطفال، نساء , لا اتذكر جيدا ما فعلناه لانني وقتها كنت شارد الفكر , ما اتذكره انهم قدموا لنا المياه والملابس.فقدت الوعي فوجدت نفسي في الملجأ الخاص بالمهاجرين الغير شرعيين .
(انتهت بعونه تعالى)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق