الاثنين، 7 سبتمبر 2015

الى طفلى.. // أحمد مصطفى


بسم الله الرحمن الرحيم
__________________
الى طفلى...........
أنت لم تولد بعد
انتظرتك طويلا
لكنك ما أتيت
..................
فى حضورك
فى غيابك
و أنت فى رحم الكون
تجلس القرفصاء
تتأمل وجوه الغرباء
لكنك ما أتيت
أراك فى الغاديات
الرائحات
من منهن يحمل الملك الصغيرا
فذرات جسدك
موزعة فى كل بطون نساء الارض
لكنك ما أتيت
أوَ سقطت
لا......لا
لن يسقط عرشك
فجنودك البواسل يملؤون البطون و الحدود
و السواحل
أم ماذا حدث لك ؟
خبرنى بالله عليك
حتى أحدق فى وجهك الصغير
و أنثر الهدايا
من اصدقائى الذين ماتوا قبل أن تجئ
لكنك ما أتيت
........................................
أوَ لك قلبُ
أيها الصغير الناقص الحنون
أم أنت حجر عبثت به الاقدار
حتى القيته فى غياهب بطون السنين
..................................................
من أجلك أنت
ضاجعت كل نساء الارض
و ارتكبت خطايا الزمن الردئ
حتى تجئ
لكنك ما اتيت
................................................
فخرجت هائما
بين جنبات الردى
اعمى البصر و البصيرة
منكوش الشعر
أغبر الجبين
مقطوع الايدى
مطأطأ الرأس الحزين
اسائل الحرمان
من ذا الذى يضرب الاقداح للصنم الشريدا
حتى تجئ
لكنك ما أتيت
.....................................................
طال غيابك
و أنت لا تدرى
أن الودعاء
ينتشرون
فى الشوارع
فى الطرقات
فى الساحات
فى الميادين
يسائلون عن الذى ضل فى الليل الطريدا
أوَ سرقت
بعدما سرقوا يا طفلى الوحيد
الاصابع
و الرموش من العيون
و الخبز و الماء و الياسمين
سرقوك يا طفلى الوحيد
و جلسوا على ارصفة المقاهى
يعقدون صفقات التثمين
و ارتحلوا كما الذئب
من القطيع الى القطيع
.........................................
و أنا منتصبا فى منتصف الطريق
أتوسل فى الغاديات صبحاً
و العاديات ليلاً
من منهن تعطينى بشارة طفلى الوحيد
عارى المميت
فيتمايلن
و يتضاحكن
كما الحيات للحمائم الصغير
و يبتعلهن الافق
فى كهوف الردى المقيت
....................................................
و اذا أتيت يا عارى
و يا عار الدنيا حينما تضيق
قل لهم أن الجنة لن تأتى على الارض ابدا
و أن هانيبال
المضرج فى دمائه تحت نفق المدنية
ما اغتالته غير اقدام الرذيلة
حتى لو اجهزوا على عرشك
و صادروا الاقلام
و الجريدة
و أغموا العىون
بالاشباح
بالحديدة
سينبت من حبرنا الملقى
على ارض المدنية الحزينة
سنابل القمح لايامنا الجديدة
................................................
و حين أطل بصيص ضوء
من بريق عينيك
قتلوا الضوء فى مهديه الوليد
قتلوك يا طفلى الوحيد
و عسكرى الدرك هناك
يبقر بطون الحوامل
بحثاً عن جثة الشهيد
أحمد مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق